بسم الله الرحمن الرحيم
قصة اعتذار شيطانة ...قصة قصيرة ....ارجو ان تنال اعجابكم
لقد خرجت لتوها من الصدمة الغبية التي أوقعت بها نفسها البائسة ورسمت تلك الإبتسامة الكاذبة أمام رجل آخر فقد تحطمت وأصبحت إنسانة أخرى هي نفسها لاتعرفها اقتلعها من أفكارها عندما قال: أنا أحبك.
رفعت رأسها بسرعة لتتأمل ملامح الخلفية وراء وجهه الوسيم وتذكرت حبها القديم الذي تركها متخليا عنها لبؤسها الدائم فحركت رأسها لتزيحه هو وماضيها التعس وقالت كاذبة: وأنا أحبك أكثر من ماتحبني.
أمسك يدها ليحتضنها بين يديه: لا.. أنتِ لست كذلك..
ضحكت وأبعدت يدها عن يديه لقد كانت بداية تعرفها بهذا الشاب الوسيم عندما دخل إلى عيادتها ليشكوها همه من خيانة النساء له رغم أنه قدم لهن الكثير وآخر واحدة بنى لها منزلا أسماه باسمها.
عاد وأمسك يدها ويقول: أقول ذلك عن خبرة فأنتِ نقية يا حبيبتي وقلبك لايزال أبيضا.. طاهرا..
إبتسمت إبتسامة جانبية كانت رقيقة في نظره ومزيفة إلى حد رغبت فيه أن تتقيأ على نفسها لقد وصلت إلى هذا الحد البشع من الجنون والقسوة فقد أرادت أن تنتقم من جنس الرجال بأكمله لما فعله حبيبها في الماضي بها ،أرادت أن تكون حقيرة تلعب لعبة أحقر منها فقالت: بل أنا أعشقك..
وضع يده في جيبه ليخرج علبة مخملية زرقاء ويضعها على الطاولة أمامها فرفعت أحد حاجبيها دون فهم فقال: حقا.. إذن لنبتعد عن كل هذا الهراء.. كل تلك القصص المجنونة وعبارات الحب الخائفة.. فأنا أريدك أنتِ لتكوني لي وحدي..
انتفضت في مكانها فهي لم تكن تتوقع هذا، لقد كانت مجرد لعبة وها قد إنقلب السحر على الساحر والسجين على السجان بل الفأر على القط وحبست أنفاسها عندما فتح العلبة ليبرق خاتم بماسة كبيرة في وجهها اللعين وقالت بتردد: أنا..
قال وهو يغلق العلبة: قبل كل شيء أريد أن أخبرك بحقيقة لم أخبرك بها سابقا..
هل هنالك امرأة أخرى لم أعرف بها؟! تساءلت في نفسها ولكنه قال: أنا لست من بلدك يا حبيبتي.. ولن أستطيع البقاء هنا لفترة أطول..
احترقت المسافة بينهما لتدرك تلك الحقيقة إنها رحمة الله عليها رغم ظلمها ،لقد وجدت سببا للإبتعاد: أنا لست موافقة..
أمسك بالعلبة في يده وهو يقول: لم أكن أعلم أنكِ بهذا الغرور..
أمسكت كوب عصيرها وتجرعته بأكمله فقال: لا أصدق مايحدث معي.. أنتِ لست الإنسانة ذاتها التي حلمتُ بها..
كانت تشعر بذلك الألم الذي لاتستحقه فهي حتى للألم ليست إنسانة أصلا وقالت لتجرحه فيخرج من حياتها وهو يكرهها كالشيطان: إن هذا لايعنيني..
وقف وسار بعيدا دون أن يستدير نحوها: أنا آسف حقا.. لأنني تعرفت بكِ أيتها القاسية..
لقد حطمت قلب إنسان كما حطم قلبها إنسان آخر كان هذا هو إنتقامها الزائف..
لكنها لم تشعر بأي نوع من السعادة أو الراحة..
لقد كانت غبية حقا.. يا لها من شيطانة..
وقفت لتلحق به وتعتذر منه على كل شيء رغم أنها تعلم أن ذلك ليس بذي فائدة..
لكنه رحل..
كم منا ارتكب غلطة ورحل..
كم منا كان قاسيا ولم يعتذر ورحل..
كم منا كان إنسانا حقا ورحل..
أينما كنت أنا أعتذر على كل ذلك الألم .. وسأرحل..
بقسوة..
القاصة الصغيرة