لماذا ننزعج من القرآن ولا ننزعج من الغناء ؟! هذا سؤال مُحيّر, وظاهرة تحتاج إلى تدبر؛
لكي نقف على الأسباب الداعية لذلك, فهي حقيقة ما ينبغي أن نخفيها أو نرددها؛ فواقع الناس
طافح بذلك الأمر - أليس كذلك؟!والناس في أحوالهم العادية قد اعتادوا على الاستماع للقرآن مع
بداية يومهم, فهذا صاحب المحل, وهذا صاحب المقهى, وهذه عيادة الدكتور, بل نجد أنَّ التلفاز إذا
ابتدأ البرامج لا يبدؤها إلا بالقرآن, ولا ينهيها إلا بالقرآن, حتى سائق السيارة سواء الخاصة أو
العامة إن كان لديه الكاسيت في سيارته إن بدأ يبدأ بالقرآن ثم يحول المؤشر بعد ذلك إلى الغناء .
أيها المسلم الحبيب هل فكرت, هل سألت ما سبب تحول الناس عن القرآن إلى الغناء؟، أهو
المرض في حواسهم؟, أهو لعدم استطابة الإنسان للطيب, كحال المريض عندما يتذوق العسل يراه
مراً؛ لفساد الحواس لديه بسبب مرضه؟ هل فكرت ما نفعله عند نزول الكارثة أو النازلة, أو إذا حلَّ
الموت بأحد أقاربنا, فما هو تصرف الناس عند ذلك ؟ ألا تراهم يهرعون لقراءة القرآن، ويسألون بلهفة
وشفقة: هل قراءة القرآن على الميت تنفعه؟، وهل يصل ثوابها إليه ؟ وما وجدناهم يسألون عن
الغناء, بأن الميت كان محباً لأغنية كذا، وأنه كان كثيراً ما يُرددها عن ظهر قلب, أو أنه كان محباً لهذا
المطرب, أو هذا الممثل, أو لتلك المغنية, ما سمعناهم يقولون ذلك!! لحظة تأمل وتفكّر ورويّة,
ونقول ما السبب يهرعون في تلك اللحظات للقرآن, ولا يفكرون تماماً في الغناء؟! فلمن يهرعون
عند النازلة..... إلى الله وحده, أليس كذلك ؟ وهذا حال وصفه لنا ربنا تبارك وتعالى { هُوَ الَّذِي
يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ
عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ م******انٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا
مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } [يونس: 22].ولكن الإنسان يوصف بالبغي والطغيان, فإذا نجّاهم
الله تعالى, هل تراهم يوفون بما عاهدوا الله عليه ؟! لا والله, ولكنهم عادوا إلى سيرتهم الأولى {
فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } [يونس: 23]. انظر إلى حال الإنسان إذا أُصيب
بمكروه!! { وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمً } [يونس: 12]. لا يفتر بالليل والنهار
عن دعاء ربه, ويأخذ على نفسه المواثيق الغليظة والعهود أنه لو كُتب له النجاة من هذا الكرب,
وكُشفت عنه الغمَّة ليكونن من حاله كذا وكذا! ولكن أتراه يصدق؟! { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن
لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [يونس: 12]. عجيب أمر هذا
الإنسان!! { وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا
إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ } [يونس: 21]. { كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى } [العلق: 6،
7]. فنقول لك: احذر أيها الإنسان ولا تغتر بحلم الله عليك. { إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى } [العلق: 8].
ونقول لك أيها الإنسان: { إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمَ } [يونس: 23] . فنقول لهؤلاء هل فكَّرت, وهل
سألت نفسك: أنت تحولت من حال إلى حال, كيف كان الابتداء, ثم كيف كان الانتهاء؟ هل عندما
تدير هذا المؤشر, أنت تحولت من طيب إلى خبيث أم من خبيث إلى طيب؟ قد نقول كما يقولون:
ساعة وساعة. قلنا لك صدقت فيما قلت : ساعة لربك، وساعة لقلبك! ولكن هل تظن أنَّ الساعة
التي تكون لقلبك يكون مسموحاً لك فيها أن تخرج عن أن تكون عبداً لله تعالى ؟ أأنت أجير عند الله,
وانتهت ساعات الإجارة, فلك أن تتصرف في وقتك بعد ذلك كما ترى دون تدخّل من الله ؟ أم أنَّ
الساعة التي لقلبك هي لمعاشك بما لا تخرج فيه عن إطار العبودية ؟ أيها المسلمة الحبيبة أتظن
أنَّ هناك بعض الفترات الزمنية التي يسمح لك فيها أن لا تكون فيها عبداً لله تعالى, فلا تُؤمر فيها ولا
تُنهى, ولكن لك مُطلق الحرية أن تتصرف في هذا الوقت وتلك الفترة الزمنية بما تريد وبما تشتهي,
والله تعالى ليس له سلطان علينا في هذه الفترات؟ أهذا ظنك بربك؟!
لكي نقف على الأسباب الداعية لذلك, فهي حقيقة ما ينبغي أن نخفيها أو نرددها؛ فواقع الناس
طافح بذلك الأمر - أليس كذلك؟!والناس في أحوالهم العادية قد اعتادوا على الاستماع للقرآن مع
بداية يومهم, فهذا صاحب المحل, وهذا صاحب المقهى, وهذه عيادة الدكتور, بل نجد أنَّ التلفاز إذا
ابتدأ البرامج لا يبدؤها إلا بالقرآن, ولا ينهيها إلا بالقرآن, حتى سائق السيارة سواء الخاصة أو
العامة إن كان لديه الكاسيت في سيارته إن بدأ يبدأ بالقرآن ثم يحول المؤشر بعد ذلك إلى الغناء .
أيها المسلم الحبيب هل فكرت, هل سألت ما سبب تحول الناس عن القرآن إلى الغناء؟، أهو
المرض في حواسهم؟, أهو لعدم استطابة الإنسان للطيب, كحال المريض عندما يتذوق العسل يراه
مراً؛ لفساد الحواس لديه بسبب مرضه؟ هل فكرت ما نفعله عند نزول الكارثة أو النازلة, أو إذا حلَّ
الموت بأحد أقاربنا, فما هو تصرف الناس عند ذلك ؟ ألا تراهم يهرعون لقراءة القرآن، ويسألون بلهفة
وشفقة: هل قراءة القرآن على الميت تنفعه؟، وهل يصل ثوابها إليه ؟ وما وجدناهم يسألون عن
الغناء, بأن الميت كان محباً لأغنية كذا، وأنه كان كثيراً ما يُرددها عن ظهر قلب, أو أنه كان محباً لهذا
المطرب, أو هذا الممثل, أو لتلك المغنية, ما سمعناهم يقولون ذلك!! لحظة تأمل وتفكّر ورويّة,
ونقول ما السبب يهرعون في تلك اللحظات للقرآن, ولا يفكرون تماماً في الغناء؟! فلمن يهرعون
عند النازلة..... إلى الله وحده, أليس كذلك ؟ وهذا حال وصفه لنا ربنا تبارك وتعالى { هُوَ الَّذِي
يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ
عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ م******انٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا
مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } [يونس: 22].ولكن الإنسان يوصف بالبغي والطغيان, فإذا نجّاهم
الله تعالى, هل تراهم يوفون بما عاهدوا الله عليه ؟! لا والله, ولكنهم عادوا إلى سيرتهم الأولى {
فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } [يونس: 23]. انظر إلى حال الإنسان إذا أُصيب
بمكروه!! { وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمً } [يونس: 12]. لا يفتر بالليل والنهار
عن دعاء ربه, ويأخذ على نفسه المواثيق الغليظة والعهود أنه لو كُتب له النجاة من هذا الكرب,
وكُشفت عنه الغمَّة ليكونن من حاله كذا وكذا! ولكن أتراه يصدق؟! { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن
لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [يونس: 12]. عجيب أمر هذا
الإنسان!! { وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا
إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ } [يونس: 21]. { كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى } [العلق: 6،
7]. فنقول لك: احذر أيها الإنسان ولا تغتر بحلم الله عليك. { إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى } [العلق: 8].
ونقول لك أيها الإنسان: { إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمَ } [يونس: 23] . فنقول لهؤلاء هل فكَّرت, وهل
سألت نفسك: أنت تحولت من حال إلى حال, كيف كان الابتداء, ثم كيف كان الانتهاء؟ هل عندما
تدير هذا المؤشر, أنت تحولت من طيب إلى خبيث أم من خبيث إلى طيب؟ قد نقول كما يقولون:
ساعة وساعة. قلنا لك صدقت فيما قلت : ساعة لربك، وساعة لقلبك! ولكن هل تظن أنَّ الساعة
التي تكون لقلبك يكون مسموحاً لك فيها أن تخرج عن أن تكون عبداً لله تعالى ؟ أأنت أجير عند الله,
وانتهت ساعات الإجارة, فلك أن تتصرف في وقتك بعد ذلك كما ترى دون تدخّل من الله ؟ أم أنَّ
الساعة التي لقلبك هي لمعاشك بما لا تخرج فيه عن إطار العبودية ؟ أيها المسلمة الحبيبة أتظن
أنَّ هناك بعض الفترات الزمنية التي يسمح لك فيها أن لا تكون فيها عبداً لله تعالى, فلا تُؤمر فيها ولا
تُنهى, ولكن لك مُطلق الحرية أن تتصرف في هذا الوقت وتلك الفترة الزمنية بما تريد وبما تشتهي,
والله تعالى ليس له سلطان علينا في هذه الفترات؟ أهذا ظنك بربك؟!