خمرةُ الضاد
مرّت ضُحًى ليت كلَّ الدهـرِ كان ضُحى
أو ليت ـ يا قلبُ ـ هذا الظَبيَ ما سَرَحا
في رقَّةِ الوردِ ، صــادت قلبّنـــــا ومضتْ
كالطفلِ لم يدْرِ يوماً ما الذي اجترحــــــا
حتّى النسيمُ احتفى بالوردِ مُحتشمـاً
مَنْ شاهَدَ الناعمَ الجُوريَّ متَّشِحـــا ؟
آرامَ إدلبَ هــــذا الشـــــــــــأنُ حيَّرَني
يُقبِلْنَ .. يُعرِضْنَ .. لا زُهْداً ولا مَرَحــــــا
لو أنّها رَشَفَتْ من كأسِنـــــــــــــــا حَبَباً
ما أَعرضتْ كيف لو عَبَّتْ لنا قَـــــــدَحـا ؟
آوي إلى صدريَ الصادي فما بَرِحـــــــــا
مهدَ الجمالِ إذا نام الأنامُ صحــــــــــــــا
بين الجمــــــــــالِ وبيني في الهوى قَسَــمٌ
أن أُخلِصِ الودَّ مهمـــــــــــــــا جار أو جَرَحـــا
ما كلُّ أفئدةِ العشّاقِ دافئـــــــــــــــــــــــــــةٌ
عند الوفاء كلاّ ولا كلُّ الزمـــــــــــــــانِ ضحى
لو يعلمُ الكوبُ مـــــــا يسقيكَ من حِـــــــكَـمٍ
وهو الجَهولُ ـ لمــــــا ألْفيتَــــــــــــــــه طفحـا
فاغنم من الـــــــراحِ ما تصفو مشاربُـــــــــــه
قد يعلمُ الكوبُ يوماً ما الذي سَفَحــــــــــــــا
والدهرُ يومان فاغنم يوم َ بهجتِـــــــــــــــــــه
واشربْ على الراحِ من ريق المها مِنَحــــــــا
فالراحُ والريقُ نُعمى الله من قِــــــــــــــــدَمٍ
لولاهما ما حلا عيشٌ ولا مَلُحــــــــــــــــــــا
***
يا خمرةَ الضادِ في حــــــان العُـــــــلا شرَفاً
دارت فأسكرت الأخيـــــــــــارَ والصُلَحــــــــا
عابوا على الراحِ رَيّاهــــــــــــــــــا ونَشوتَها
كالصُمِّ عابوا على الغِرِّيـــــــدِ ما صَدَحــــــا
أو كالّتي أبصرت عيبـــــاً بجــــــــــــــــارتِهـا
لألاءُ و*********تِها قد أخجل الصُبُحـــــــــــــــــــــا
والريـــــحُ إن داعبت يوماً ضفائرَهــــــــــــــا
طاب النســـــيمُ وبات الحيُّ منشرِحــــــــا
والكــــــأسُ إن لامستْ في رِقَّـــــــةٍ فَمَها
جُنَّ الشرابُ بمن قــــــد عطَّر القَدَحـــــــا
أو كالألى ساءهــــــــم أنَّ الدُنا شَــــــمَـمٌ
فاستهجنوه ومَن يجهلْ عُــلاكَ لحــــــــــــا
لكنّها الشــــــامُ لا تُلوي على أحــــــــــــدٍ
مَن نامَ عن مجدِها يومَ الفَخارِ صحـــــــــــا