أنت تـنـتـقـدني!
إن الناس ميالون إلى انتقاد الآخرين وإظهار عيوبهم وكشف أخطائهم، فيتقنون
ذلك أشد الإتقان ويتفننون فيه وربما يستمتعون به، فالجميع معرض للنقد، ولكن
هناك فئات تتعرض له أكثر من غيرهم، فمن هم هؤلاء المساكين؟ إنهم الفاعلون
المؤثرون في هذه الحياة، الذين يعملون بجد واجتهاد، فالنقد لا يصيب من لا
قيمة لهم، يقول الكاتب الأمريكي إلبرت هابرد: “لكي تتجنب النقد لا تعمل
شيئا، ولا تقل شيئا، ولا تكن شيئا”، فمن يعمل لا بد أن يُخطئ ويتعرض للنقد.
إن تلقّي النقد والتعامل معه من أهم مهارات التطور، فعندما يتم انتقادك
فإنك تحصل على فرصةٍ ذهبيةٍ لتتعلم وتتطور، فما النقد إلا مرآة تعكس لك
صورتك كما يراها الآخرون لتكتشف عيوبها وتصلحها، قال صلى الله عليه وسلم:
(المؤمن مرآة أخيه) الأدب المفرد للبخاري. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
: “رحم الله امرءاً أهدى إلي عيوبي”، فأي هديةٍ أغلى من تلك الهدية التي
تجعلك إنساناً أفضل.
فينبغي على الإنسان الواعي أن يُنصت لمنتقده جيداً ثم يسأل نفسه إن كان في
هذا النقد شيءٌ يمكن أن يستفيد منه ليتطور نحو الأفضل أم لا، بغض النظر عن
أي إساءة قد يقولها المنتقد، أمّا إذا بادر بأخذ موقف المدافع عن نفسه أو
المهاجم لمنتقده فإنه قد يشعر نفسياً بأنه رد على تلك الانتقادات ودحضها،
وبالتالي يحس بأنه لا يحتاج لأن يغيّر نفسه نتيجة هذه الانتقادات، فهي لم
تعد وجيهة كما يتوهم.
وكثيراً ما نرى أن رد النقد يكون بالنقد المضاد، فعندما تقول لي مثلاً:
“إنك متعصّب لرأيك ولا تقبل الرأي الآخر”، فربما أرد مباشرة: “بل أنت الذي
لا تُحسن فن الإصغاء ولا تدع للآخرين فرصةً للتحدث”، وبالتالي لا يكون أي
منّا استفاد، فردي على النقد بالنقد لا يعني أني عالجت مشكلة التعصّب للرأي
عندي إن كانت حقيقية، ولكن هذا الرد الهجومي أشعرني بأني قد حللت المشكلة
ولم يجعلني أفكر بعمق في إن كنت فعلاً أعاني من هذا العيب وهو التعصّب
للرأي أم لا، كما أنني ربما أخسر محاوري فضلاً عن عدم خروجنا بنتيجة من
الحوار.
ويستفيد العاقل من نقد وملاحظات ونصائح الآخرين حتى وإن تلقاها ممن يحمل
عيوباً كثيرة، فإن كان لهذا النقد قيمة فتلك حكمة أتيحت للإنسان ليأخذها،
فربما كان المنقود أوعى من الناقد وأحرص على تطوير نفسه والاستفادة من
الحكمة أينما وجدها، فلا يُشترط أن يكون الناقد خالياً من العيوب حتى
نستفيد من نقده.
إن الناس ميالون إلى انتقاد الآخرين وإظهار عيوبهم وكشف أخطائهم، فيتقنون
ذلك أشد الإتقان ويتفننون فيه وربما يستمتعون به، فالجميع معرض للنقد، ولكن
هناك فئات تتعرض له أكثر من غيرهم، فمن هم هؤلاء المساكين؟ إنهم الفاعلون
المؤثرون في هذه الحياة، الذين يعملون بجد واجتهاد، فالنقد لا يصيب من لا
قيمة لهم، يقول الكاتب الأمريكي إلبرت هابرد: “لكي تتجنب النقد لا تعمل
شيئا، ولا تقل شيئا، ولا تكن شيئا”، فمن يعمل لا بد أن يُخطئ ويتعرض للنقد.
إن تلقّي النقد والتعامل معه من أهم مهارات التطور، فعندما يتم انتقادك
فإنك تحصل على فرصةٍ ذهبيةٍ لتتعلم وتتطور، فما النقد إلا مرآة تعكس لك
صورتك كما يراها الآخرون لتكتشف عيوبها وتصلحها، قال صلى الله عليه وسلم:
(المؤمن مرآة أخيه) الأدب المفرد للبخاري. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
: “رحم الله امرءاً أهدى إلي عيوبي”، فأي هديةٍ أغلى من تلك الهدية التي
تجعلك إنساناً أفضل.
فينبغي على الإنسان الواعي أن يُنصت لمنتقده جيداً ثم يسأل نفسه إن كان في
هذا النقد شيءٌ يمكن أن يستفيد منه ليتطور نحو الأفضل أم لا، بغض النظر عن
أي إساءة قد يقولها المنتقد، أمّا إذا بادر بأخذ موقف المدافع عن نفسه أو
المهاجم لمنتقده فإنه قد يشعر نفسياً بأنه رد على تلك الانتقادات ودحضها،
وبالتالي يحس بأنه لا يحتاج لأن يغيّر نفسه نتيجة هذه الانتقادات، فهي لم
تعد وجيهة كما يتوهم.
وكثيراً ما نرى أن رد النقد يكون بالنقد المضاد، فعندما تقول لي مثلاً:
“إنك متعصّب لرأيك ولا تقبل الرأي الآخر”، فربما أرد مباشرة: “بل أنت الذي
لا تُحسن فن الإصغاء ولا تدع للآخرين فرصةً للتحدث”، وبالتالي لا يكون أي
منّا استفاد، فردي على النقد بالنقد لا يعني أني عالجت مشكلة التعصّب للرأي
عندي إن كانت حقيقية، ولكن هذا الرد الهجومي أشعرني بأني قد حللت المشكلة
ولم يجعلني أفكر بعمق في إن كنت فعلاً أعاني من هذا العيب وهو التعصّب
للرأي أم لا، كما أنني ربما أخسر محاوري فضلاً عن عدم خروجنا بنتيجة من
الحوار.
ويستفيد العاقل من نقد وملاحظات ونصائح الآخرين حتى وإن تلقاها ممن يحمل
عيوباً كثيرة، فإن كان لهذا النقد قيمة فتلك حكمة أتيحت للإنسان ليأخذها،
فربما كان المنقود أوعى من الناقد وأحرص على تطوير نفسه والاستفادة من
الحكمة أينما وجدها، فلا يُشترط أن يكون الناقد خالياً من العيوب حتى
نستفيد من نقده.